.المودعين والودائعمقالات حسن احمد خليل

قصة عنك انت قصيرة جدا

قصة عنك انت قصيرة جدا.
حسن أحمد خليل، تجمع استعادة الدولة
يا من تقرأ اليوم هذه الأسطر. نعم لا اعرفك، لكن اعرف قصة اهلك وقصتك، وقصة والديك وزوجتك واولادك وعائلتك.
سنة ١٩٧٥ عشت قي حرب أهلية قضت على ٢٠٠ الف من أهلك ودمرت وهجرت، واعاقت ٤٠٠الف جريح غير المخطوفين والمفقودين. كلهم أصبحوا اليوم مجرد رقم.
ظهر سنة ٨٩ رجل له طموح جارف. جمع من اجرموا في هذه الحرب واقنعهم بعد شراكتهم مغانم الحرب، ان يشاركهم في مرحلة بعد الحرب. ضمن لهم اما الربح، أو استحالة الخسارة.
نفس مجرمو الحرب من الساحل إلى الجبال والعمق اللبناني باتوا يحكمونك وأهلك، بعد أن قتلوا منهم ما قتلوا وشردوا ما شردوا.
الأكثر بالطبيعة الإنسانية، ومن مبدأ استمرار الحياة رضخ. اغدق عليكم المجرمون أموال قارون، لتكتشفوا بعد فوات الأوان ان هذه الاموال هي مدخراتكم. دمروا دولتكم ومدنكم وقراكم وبحركم ونهركم وجبلكم وساحلكم من خلال استعمال ونهب مالكم.
أكلوا في ١٥ سنة حرب من لحم أهلكم وشربوا دمائهم، وجثموا ٣٠ سنة بعد الحرب وحتى اليوم على صدوركم، وبأموالكم. نعم نهبوا الودائع وجنى العمر. وافلسوا الخزينة والدولة والمصارف والبلديات والرواتب والمصانع والمزارع والفنادق.
والانكى من كل ذلك انهم ما زالو يحكمونك، وانت او جزء ليس بالقليل من اهلك ما زال لاصق بهم، مؤمن انهم خلاصهم. انت فقير منهوب، وهو خزائنه مليانة. انت فرغ حسابك في البنك، وحساباتهم بالمليارات في الخارج. انت تملك فتات ليرات ودولارات على الدفتر، لا يساوي حبرهم، وهم يملكون المال الحقيقي.
هل لم تنته قصتك بعد؟
كلا. اليوم بدأ فصل اخر مخيف في حياتك.
لانهم افلسوا في الحجة، وانكشفوا، ها هم يخرجون مرة أخرى سلاحهم من المخازن، ويستنفرون ازلامهم الأجساد وزنود بلا عقول، ليزرعوا الرعب بين أولادك، بعد أن انهكوك وانهكوا ابوك من قبلك.
الويل والثبور لمن يتجرأ عليهم. هذه ميليشا في الشمال، لكن ما زال اعضاؤها متخفين بربطات عنق حتى الآن. ومسلحون جاهزون غب الطلب بذقون اهل السلف الصالح.
واخرون زعران ميليشيات في بيروت والساحل والجنوب والجبل والبقاع يتجهزون.
لا تخافوا. لا ليس من حرب أهلية. انهم عصابات بشعارات “مجد لبنان”، “وأهل السنة”، وشيعة شيعة”،” “واوعى البيك، والأستاذ والشيخ والحكيم”. عادوا بلوحات “من بعد الله بنعبده”، “وهيدا فوق الله، وذاك تحت الله”. وهيدا “لولا الهاء لكنت نبي” والمصيبة ان الجماعة قد يكونوا صدقوا.
فجأة يظهرون في الزلقا بستار الثورة. واخرون يخرجون زرافات على دراجات نارية، كهجوم على المستعمرين البيض في جنوب أفريقيا. ثم هناك من يستنفر طريق الجديدة وقصقص، ومن يغلق طريق الساحل.
لكن لا تخاف، ليس من حرب أهلية. كل هذه مظاهر فولكلورية ليس ضد بعضهم، بل عدة الشغل لقمعك انت بالذات.
يقولون لك بالعربي او اية لغة اجنبية بالمشبرح: نحن هنا باقون، واياك تفتح فمك. انسى وديعتك. انسى مستقبل أولادك الذين سيكونون واياك شهداء اذا تمردت.
سلاحنا جميعا في أية منطقة كان وما زال هو لحماية بعضنا. الا ترانا كيف نقتتل في الطيونة، ونوابنا حبايب في المجلس النيابي؟
الا ترى مع كل الصراخ والزعيق كيف نتقاسم الحصص بتشريعات المجلس النيابي غب الطلب وتنفيذ الحكومات التي بامرنا؟
الا ترى كيف كل القضاة الكبار الذين يسقطون أحكام بعض القضاة المتمردون الصغار، ولا يتعرضون لأي من رجالنا، هم موزعون بيننا؟ الا ترى كيف نحمي البنك المركزي والمصارف لانها مسخرة لنا؟ وكذلك بعض القيادات الامنية؟
الا ترى أن البلديات والنقابات ازلامنا؟
من انت الذي اروي قصتك اليوم؟
انت حشرة، “وانا الزعيم”. “انا عادل امام في مسرحية الزعيم”. “انا مارلون براندو في فيلم العراب”. “نحن الزعماء في فيلم “THE UNTOUCHABLES”.
نعود إلى قصتك.
من انت لتاتي تتمرد عليهم؟
لا تخاف من حرب أهلية. بل يريدونك ان تخاف من إبادة جسدية بعد تدميرك اقتصاديا وحياتيا. نعم هم من يأكل الزرع او يحرقوه، كما أتى عليهم المثل الشائع.
من هنا الى اين؟
انا اروي قصتك. مستقبلك انت ترسمه كما تريد. هل تعتقد انك ستتخلص منهم بدون مواجهة وتضحيات؟ تكون موهوما.
هناك عدة محطات قادمة اهمها الانتخابات، وما بعد الانتخابات.
اذا قررت أن تتقوقع في زاويتك المناطقية الطوائفية، أو تلجا إلى بطريركك ومطرانك ومفتيك وامامك وشيخك، فلا تلومن الا نفسك، وستتحسر عندما تنظر في عين ابنك، أو تسمع انين والدك المريض في اليوم التالي.
اذا كنت تخاف المواجهة خوفا على الجسد، هل يخاف لسانك؟ طيب، ماذا عن عقلك؟ عن رموش عيونك؟ ألم يتحرروا بعد؟
في الانتخابات عندك خيار ان تصوت لمن تقتنع انه قد يكون خلاصك من العصابة، أو إذا لم تجده، امتنع عن التصويت لتريهم حقارة تمثيلهم. لا ترضخ لإغراء مصلحة او وظيفة او رشوة او تهديد او حتى تكليف. “عليك اليوم بنفسك حسيبا”
هل هذا يا صديقي، من احكي قصتك، كثير؟
هم افتتحوا معاركهم. هل ستفتح عقلك؟
هذه هي قصتك القصيرة، وصورة مبسطة عن مستقبلك. هل ستقرا؟ هل يفيد تذكيرك؟
حسن أحمد خليل، تجمع استعادة الدولة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى