.المودعين والودائعمقالات حسن احمد خليل

حضرات الأخوة في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى

حضرات الأخوة في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى.
ما لكم؟ ما بكم؟
لا أدري من هي الجهة التي اوعزت لكم لتصدروا بيان تنعتون فيه المحامي حسن عادل بزي بأنه محامي الشيطان؟
لماذا؟ لانه أعطى رأيه في شيخ معمم ظهر يلعب على البيانو، ويستانس بفيروز؟
ما الضير في ذلك؟
هل إعطاء الرأي جريمة إثم؟ وهل رأيه عن الموسيقى وفيروز ذنب؟
ايها السادة في المجلس. لم نسمع أصواتكم والناس انفضحت واختربت بيوتها في خسارتهم للودائع. اليسوا المودعين الشيعة من رعاياكم؟
لم نسمع لكم حس، والفساد نخر كل الدولة والمجتمع.
لم نشعر بكم والقرى والمدن تغرق في الزبالة والمجارير بدون مياه او كهرباء.
هل تعرفون كيف يشكو الناس وخاصة النساء في محاكم الأحوال الشخصية حيث تئن بعضهن من ظلم بعض المشايخ وابتزازهم؟
فقط انتفضتم ضد حسن بزي لانه انتصر لشيخ معمم استانس بالبيانو وفيروز؟ هل منكم من زار طهران مؤخرا حيث الموسيقى في كل المطاعم، وحيث متحف السينما، وحيث يزور الناس قبر الشاعر المشهور حافظ في شيراز؟
فقط استفزكم حسن بزي ولم يستفزكم سياسي او موظف فاسد؟
قبل أن اكمل، اسمحوا لي أن اخبركم من هو حسن عادل بزي الذي انتصر لشيخ يحب البيانو وفيروز.
هو محامي صنع نفسه بنفسه، لا يخجل ان يخبر الاخرين انه من بيت فقير ماديا، لكنني اكتشفت كم غني ابوه بأن انجب هكذا نسل.
هو عندما لا يكون مع باقي المحامين يلاحقون قضايا الناس، احيانا بدون اتعاب، يكون حسن بزي، والله على ما أقول شهيد، يستلم من معمل للدجاج ٢٠٠ كيلو تبرع، يوزعهم على الفقراء في رمضان.
يكون في مستشفى يدفع عن ٣ شباب احترقوا على حادث دراجة على إحدى طرق الجنوب، أو يؤمن من هنا وهناك لدفع فاتورة عملية ورك لعجوز، أو لمرسض سرطان، أو لطفل يحتاج عملية طارئة في القلب.
يفعل ويفعل صامتا. يكلمني عند الحاجة فأشد على ازره. كلما تساءلت واياه عن من ندافع، بينما بعض أصحاب الودائع لا يكترثون، اجده في قمة المعنويات، يرفع من معنوياتي.
هل اخبركم بعد عن من وصفتموه “محامي الشيطان”، كيف وزملائه هيثم والاخرين يوصلون الليل بالنهار، من محكمة إلى اخرى، ومن قاضي إلى اخر، يجمعون مصاريف الدعاوى لمصلحة الناس “بالسراج والفتيلة” كما يقال. هل تعرفون انه وزملائه يواجهون بصمت منظومة الفساد، ونجحوا في استصدار القرارات القضائية ضد المصارف وحاكم البنك المركزي، بينما بعض اغلب باقي “الفصائل” تلتزم “الشلل”. هذا يكفي كي لا اجرح بالخطأ أحدا.
نعود لكم. اعرف المجلس منذ طفولتي. منذ انشاه الامام موسى في الحازمية، وكانت نواته إضافة للعلماء، الأطباء والمهندسين واساتذة الجامعات، اضافة إلى النواب والوزراء الحاليين والسابقين.
نسألكم يا من هاجمتم المحامي حسن بزي: هل المجلس واداءه مسيس؟ هل يستطيع احد ان يصل لمركز ما فيه، مهما علا، ما لم يحظ برضى ومباركة سياسية معينة؟
هل منكم من رأى شيخ جليل معمم، وبعباءته يتوسط لدى قاض ما، كي يرتب زيارة له لمرجع سياسي، وتظهر صور الزيارة مع خبر الوساطة في الإعلام، فقط لأن الشيخ المذكور يطمح لمنصب رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى، ولانه يعلم استحالة ذلك ما لم “يقم بالواجب”، كي لا نقول اكثر، احتراما.
اين مجلسكم الكريم الذي يمثل الشيعة، وقد أصبحت الطائفة مثلها مثل الطوائف الأخرى، ينخرها الفساد، لكن تهدد وتنتفض اذا ما تعرض احد ما لها، عدلا او ظلما.
هل يعلم مجلسكم الكريم ما يتعرض له أي موظف او طامح من إذلال لكي يصل مرماه، ولو كان قاضي او ضابط او سفير او مدير عام او عضو مجلس إدارة، أو حتى رجل أعمال يريد الاستثمار في بيئته، وأن الطائفة أصبحت مقبرة الكفاءات، الا اذا سخرت.
هل هذه هي طائفة الامام علي الذي سار على درب الحق الموحشة المتوحشة وحيدا. او طائفة الامام الحسين وأهل بيته، الذي نبكيه كل سنة على ظلمه واستشهاده، كي تعيش أجيال بعده، منه جيلكم، بكرامة.
كل هذا ولم تخرج طاقاتكم الا لوصف محامي مناضل شريف بأنه “محامي الشيطان”.
انتم حاملو رسالة الله على الأرض. وانتم من تبشرون بدينه. وانتم من يجب أن تكونوا على نهج اهل البيت. عودوا إلى ذلك كله، وتجدون الناس معكم، لا تشكو منكم. اخرجوا واختلطوا بهم واسمعوا معاناتهم، بدل انتظار من استانس بالموسيقى وفيروز، “لتشيطنوه”. اعدتم الذاكرة عندما حاولنا منذ سنوات، ولسنوات اقناع البعض بالسماح للمسرحي رفيق علي أحمد، وهو فنان فردي مناضل أيضا، بإقامة حفل مسرحية تاريخية في أية منطقة تتبع لكم، وفشلنا، وما زلنا.
هل نظرتم مرة ماذا حل بطائفة حسن كامل الصباح وابرهيم عبد العال وادهم خنجر وابطال تحرير سنة ٢٠٠٠…ماذا حل بها بعد سنة ٢٠٠٠ حتى اليوم. أين المراجعة؟ اين التقييم؟
انا حسن أحمد خليل افتخر بمعرفتي وصدقتي بنماذج حسن عادل بزي، وهو محامي المظلومين، لا محامي الشيطان. وما يصيبه يصيبني. بالمناسبة انا اعشق الموسيقى، وبالتحديد آلة البيانو، واعشق فيروز والرحابنة ومعهم وديع وصباح ونصري وشوشو وابو سليم وابو ملحم… ورفيق علي أحمد، واحمد الزين. واعشق في نفس الوقت ان ادافع عن، وانتصر للمظلوم.. وساقرا كتابي وساكتفي بنفسي يوم الحساب حسيبا.
والله ولي التوفيق.
حسن أحمد خليل ،تجمع استعادة الدولة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى