
حسن أحمد خليل، تجمع استعادة الدولة
كلما حاول بعض المحبين ان يثنوا عن المثابرة للانتفاض على الظلم والطغيان، يدور في الذهن خطبة الجهاد للأمام علي، واين نحن منه؟
لقدضاق صدر الامام علي من اتباعه وجنده. اقرأوا الخطبة بهدوء، ولا تخجلوا ان صعب عليكم بعض النص. المحتوى هو الأساس.
وكأنه يخاطب بعض من الشعب اللبناني، الذي أيضا قبل الامام علي، خان المسيح (أليس من اتباعه اليوم من يدافع عن الفاسدين بحجة المسيحية). وبعد الامام علي، خان الحسين (وكل عاشوراء يبكونه بعد أن شارك بعضهم في نهب أموال اتباعه، ويتفرج بتجاهل مطلق البعض الاخر). ثم وبخجل، اوصلوا له ان قلوبهم معه وسيوفهم عليه.
لبنان اليوم كالمسيح وعلي والحسين. لديهم اتباع كثيرون، منهم خونة الدين وخونة المظلومين في الدنيا.
ما من حجج مقنعة الا الفساد والجشع والسلطة والمال.
نعم. هناك من يدعو اللبنانيين للانتفاض، والالتزام بمبدأ العدالة الإنسانية، (المعلق في مبنى الأمم المتحدة) ، لا الطائفية والعنصرية الجاهلية بقوله: لك اخ في الدين ونظير في الخلق. وإذ بهم يخونون الدين والخلق معا.
هناك من يدعو اللبنانيين للانتفاض على الدولة والمركزي والمصارف والسياسيين، فتنبري قطعان تدافع عن الزعماء، وسياسيين منافقين وخبراء مزيفين وصحافة مأجورة، وحتى مودعين، يدافعون عن المركزي والمصارف.
منذ ولادة الكيان المسخ، والخيانات متلازمة معه.
سياسيين واحزاب وصحافيين وخبراء يقلبون البندقية على مدى العقود، من كتف إلى كتف، ثم يحاضرون عن “السيادة”. يجعلون من زعيم ما ايقونة، ثم يشيطنونه. فقط المصلحة الشخصية هي المعيار. لا احزاب ولا ايدولوجيات ولا من يحزنون.
هل من يستطيع التمييز بين حزب او تيار او حركة وآخر. حتى الاحزاب العقائدية فسدت، وبات كل منها قسمين او اكثر بسبب النرجسية الفردية.
يا يسوع ويا امام علي ويا حسين، ويا سيد موسى: هنيئا لكم في جناتكم. فأنتم لم تشهدوا ما يفعله نسل من شكيتم منهم في ازمانكم، في لبنان.
“يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما”.
احيلكم الى خطبة الجهاد للامام علي (ع) ولا سيما هذا الجزء الذي ينطبق على معظم اللبنانيين الذين يريدون دولة الحق والعدل ولكنهم لا يريدون ان يفعلوا شيئا لتحقيق ذلك.
فَيَا عَجَباً! عَجَباًـ وَاللهِ ـ يُمِيتُ القَلْبَ وَيَجْلِبُ الهَمَّ مِن اجْتِماعِ هؤُلاَءِ القَوْمِ عَلَى بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ!
فَقُبْحاً لَكُمْ وَتَرَحاً ، حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يرمى.” يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَلاَ تُغِيرُونَ، وَتُغْزَوْنَ وَلاَ تَغْرُونَ، وَيُعْصَى اللهُ وَتَرْضَوْن! فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِم فِي أَيَّامِ الحَرِّ قُلْتُمْ: هذِهِ حَمَارَّةُ القَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخُ عَنَّا الحَرُّ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ: هذِهِ صَبَارَّةُ القُرِّ ، أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا البَرْدُ، كُلُّ هذا فِرَاراً مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ؛ فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَاللهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ!
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ، حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ، مَعْرِفَةً وَالله جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعْقَبَتْ سَدَماً. قَاتَلَكُمُ الله، لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً، وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً، وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ، حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَلَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ، للهِ أَبُوهُمْ، وَهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً، وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي، لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ، وَهَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ، وَلَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ.