
بلد مريض بامتياز.
نريد حلا.
استمعت البارحة إلى برنامج الصحافية الراقية سمر ابو خليل.
سمعت صوت تعصب سني باسم الحريري.. وضد الحريري. تستمع، وكأن طريق الجديدة والمزرعة، كما طرابلس وعكار مناطق لطائفة لها “كرامتها وعرضها” ، لا علاقة لمواطنين اخرين بها.
طبعا الحجة كما افاضوا البارحة انه ما كان هذا لولا الشيعة، الذين أيضا يعيشون في جغرافيا يطلق عليها اخصامهمم “دولة ضمن الدولة”، من قصقص والضاحية إلى الجنوب والبقاع والهرمل.
وهناك من يترشح في “المناطق المسيحية” للدفاع عن المسيحيين، ووفاء “للشهداء” الذين سقطوا من أجل مجد لبنان، من جبيل إلى كسروان والمتن….
ولا ننسى الجبل والشوف والموحدين.
وارمن وسريان وعلويين وكلدان وووو…
ولا ننسى الفيدراليين والتقسيميين…
فليشرح لنا احد ما معنى المكون السني، أو الشيعي او المسيحي.. هل يعني ان إدارة “دولته” تكون حسب تعاليم طائفته، ام انه تعصب اعمى غبي. طبعا سيتخفون ويتحججون “بالاختلاف” الغامض.
كل هذا في بلد مفلس، منهوبة دولته ومدمرة ،ومسروقة ودائع شعبه من كل الفئات… والطوائف. يعني كلهم ضحايا نفس السرقة والسارقين، الذين “صدفت” انهم من يدافع عنهم المسروقين.
في بلد أصبح مسخرة ومهزئة المجتمع العربي والدولي.
بلد يصنف ثاني اكثر الدول تعاسة.
بلد لم تجف فيه بعد دماء مئات الالاف الذين سقطوا في الاقتتال بين الطوائف، وبين اهل كل طائفة مع بعضهم. بعدها تعانقوا على كأس في الجميزة، أو نفس اركيلة في سوليدير. واليوم يتهيأون للانقضاض على بعضهم مجددا باسم “الله” الخاص بكل منهم….
ونحن أيضا لنا الله الذي نبهنا في كتبه السماوية من الماكرين والمنافقين…
في نقاش البارحة، كما في الحوارات الأخرى على البرامج السياسية، ينسى اللبنانيين (الذين يتحدثون “الفرنساوي” “والإنجليزية” بطلاقة، ويلبسون اخر الموضة، ويسيحون في أنحاء العالم)، ينسون كل كوارثهم، وما انتجته ايديهم، ليكملوا صراخهم الفارغ حول اهل بيروت والضاحية والجبل وكسروان.
كل هذا باسم السنة والشيعة والمسيحيين، وأكثرهم ابعد ما يكونون عن الدين.
نعود نسألهم كلهم:
يا اخوان. لو كان تدينكم صادقا، كيف تكرهون إلى هذا الحد. اي دين يأمركم بذلك؟
اذا كان تدينكم صادقا، لماذا بلدكم مفلس مدمر فاسد ملوث؟
كلكم تلومون “الآخرين”.
لكن الواقع ان كل طائفي من كل الطوائف، هو فاسد ملوث.. ومجرم أيضا بحق بلده، وبحقنا.
التعصب ان ترى أشرار طائفتك افضل من أخيار من هم من طائفة اخرى.
وبسببكم يحكم البلد بعض الزعامات التي تشبهكم وتشبهونهم.
والله ان الوحوش في الغابة أرأف منكم. فيها ايضا قطعان، لكنها “رحماء بينهم” . انتم ماتت الرحمة عندكم حتى على اهلكم. ألم تسيل الدماء في معارك بين ابناء الطائفة الواحدة. لماذا؟ لأنكم غارقين في مزيج من الكراهية والجهل..
عندما نسمعكم… لا تعليق. الافضل كظم الغيظ، والتفكر بالمسيح ومحمد وأهل بيته والرسل والائمة… والله انهم بريئون منكم ايها الطائفيين..
حتى مثلنا جعلتموهم عنصريين. ماذا نفعل اذا لم نكن مثلكم؟ أنهاجر من بلدنا لأننا نؤمن بالإنسان والإنسانية والمواطن والمواطنية؟
لا. هذه ليست شعارات. وعددنا اكثر من عددكم. لكننا مدنيون، لا نكره بعضنا. وانتم وحشيون متوحشون، بأجساد مقنعة، تكرهون بعضكم… وكل الآخرون، لأنكم عنصريون.
والله انتم وزعماءكم ورجال الدين الذين يغذون حقدكم، انتم اصل البلاء والابتلاء.
انتم دمرتم بلدنا، وأهل الجشع والطمع،اولاد اعمامكم، سرقها ونهبها.
اين يذهب من مثلنا؟ نريد حلا؟
حسن أحمد خليل ،تجمع استعادة الدولة