
الليرة..الليرة. قصة وطن وليرة
(قصة ظريفة بالدارج)
رجعت الناس تسأل عن سعر الصرف.
للمرة المليون. سعرها اخر كم شهر كان اصطناعي. الميقاتي وبري طلبوا من سلامة يحافظ على سعر حوالي ٢١ الف ولو ضحى بمليارين دولار. مش معروف شو استعمل.
حنرجع نعيد.. الأكثرية بعدها بحالة ضياع وصدمة، ومش مقتنعة انو “الاخوان” على مدى ٢٥ سنة سرقوا الودائع.
سرقووووووههههههمممم. فهمتها؟ او بزيد كم هههه ومممم بعد؟
السعر اليوم كمان اصطناعي. كل الارقام اللي عم تشوفوها اصطناعية، وعم يستعمل ما تبقى من مصرياتكم ليحافظ على السعر. يعني متل ما كنتم مبسوطين بالماضي، ايام البحبوحة، ايام السهر والكأس، وسكرانين، ومفكرين حالكم انو الوضع بخير، ورياض سلامة نابغة، عم ياخذ جوائز وعم يحضر اجتماعات عربية ودولية، كان كل هيدا على حساب ودايعكم.
حتى اليوم على هالسعر اللي لامس ٢٩٠٠٠، الليرة الورقية بتساوي ٣٨٪ اكثر من الليرة الدفترية بالبنك. هيدا يعني سعر الليرة اليوم هو ٢٩،٠٠٠*١،٣٨٤=٤٠،٠٣٠ليرة. واذا عكسنا المعادلة من ليرة دفترية إلى نقدية، السعر يلامس ٤٣،٠٠٠.
بس أيضا لا يعني شيء.
الواقع ما في دولارات. يعني ما في سعر ليرة. كل شيء مزورررررر. مزورررررر.
~بهالوقت الميقاتي ما بغير ضباطه وقت الحرب، واليوم راح على العمرة، بركي بيعمل صفقة مع الله على الاستغفار والغفران. وبعدو مش معروف ليش اذا هو اللي ما كان عضو بالترويكا، اليوم هو عم يوقع على تغطية جرائم ال٣٠ سنة. انها شهوة السلطة، ويقابل رؤساء…
~وبهالوقت، بري بيردد الودائع مقدسة، وما حدا بغير سلامة والا بخرب الدني. وبيمنع إقرار التدقيق الجنائي والغاء السرية، واهمها الكابيتال كونترول. وبيقول لوفد صندوق النقد، ما تقلقوا. اعطونا كم مليار اليوم، ونحن عنا غاز ليوم الغاز. بس مشوا الأمور اليوم وما تقلقوا… ونوابه خطابات. بدهم يلاحقوا لصوص المال.. .
~وبهالوقت تجتمع اللجان المشتركة للنواب، برئاسة اللي حاول يدهس المتظاهرين، ويعلن علنا انو بيعملها مرة تانية، ايلي الفرزلي، من أجل إقرار قانون الكابيتال كونترول، بعد ما تبخر الكابيتال. هدفهم منع القضاء المحلي والخارجي من ملاحقة المصارف، والحفاظ على دولاراتهم اللي حولوها لبرا
~ بهالوقت هني اللي روحوا المال واساؤوا الأمانة عم يعملوا خطة، بس شو؟ اهم شيء في سرقة بس ما في حرامية.
~وبهالوقت هني نفسهم الفوا لوائح ورشحوا نفس النواب او متلهم على الانتخابات.
وحزروا شو؟
طلعوا على أول المقال. انتوووووو. نعم انتووووو نفسكم، اللي عم تسألوا كل يوم عن سعر الصرف والودائع، “وصحيح راحوا؟” وشو العمل؟”، ” والله يقصف عمرهم”،
انتو نفسكم رح تروحوا متل الشاطرين بأجريكم وحتنتخبوهم مرة تانية.
وحيرجعوا نواب. وينتخبوا نفس رئيس المجلس بري، ونائبه الفرزلي، ويعملوا استشارات نيابية ويالفوا حكومة برئاسة الميقاتي، ويقعدوا أشهر يتناطحوا على حصصهم بالوزارات، ويخطبوا فيكم انو ما في حل الا بحكومة وحدة وطنية، وكل واحد بيعطي اسماء وزراءه، وطبعا ما حدا بيفكر يناقش بري بخياره لوزارة المالية… ووووو……..
وبترجع بتسألني عن سعر الليرة.
رح قلك هالمرة وبدون زعل شو سعر الليرة.
الليرة سعرها قد سعرك تماما. بدك كل دولار يساوي ٣ ليرات متل ايام الماضي قرارك.
وبدك الدولار يساوي مليون ليرة، كمان قرارك.
متل ما ماشية الأمور، انت والليرة ما لكم قيمة.
انت مش عامل لحالك قيمة. وانت مش عامل لعائلتك واولادك قيمة.
ارجوك. ما تقول معك حق. مش بحاجة تقلي معك حق. قول انو انت وغيرك كلكم مجرمين بحق أنفسكم واولادكم وبلدكم.
الله أعطاكم اللي ما عطاه لحدا من تاريخ وارث وثقافة وانتشار وجمال أرض وبحر، وسما وخضار وتلج. بطرتوا. فجرتوا. عربدتوا. تعصبتوا.
كل يوم حقد وكراهية وبغض ونرجسية وعنجهية وفوقية. وماروني وسني وشيعي ودرزي و١٧ طائفة واكثركم كفار دين ودنيا. جحدتم بنعم الله عليكم باسمه. قرفتوا الله منكم. لانو هو مش اللي انتو بتتعبدوا له. لو كان هو ذاته اليوم اللي بتتعبدوا له برمضان وليالي القدر، واعياد الفصح، كان سالكم كيف بتتعبدوا لي وعملتوا ببلدكم هيك. والاسوا بتتنكروا وما بتعترفوا بواحد بيقول انا اعبد الله لوحدي. ما خصكم شو مذهبي. بتمنعوه ينتخب او يترشح الا اذا حطيتوا له هوية مذهب مش هوية مواطن. حتى بغابات الأمازون هيدي الممارسات انتهت.
انتو ظاهركم مجتمع متمدن. فعليا مجتمع متوحش. بيقتل من أجل كنيسة او جامع او حسينية او خلاف سير، أو ثأر، بس بينام اذا انقتل وطنه ودولته.
وبكرا ب١٥ أيار بتكونوا متل بعيد الأضحى، بتروحوا على المسالخ بارجلكم وبتنتخبوا زعماء واحزاب ونفس النواب. بتنتخبوا لانو فلان من ضيعتنا، وصاحبنا، “وانا شخصيا بعرفه”. بتنتخبوا لانو بيعمل هالخدمة والخدمة. يعني انتو بتنتخبوا اللي وضعكم انو تنذلوا للطلب، بدل ما تسالوه وين راحوا مصرياتكم.. مش هو من اللي أخذهم..
عم تهزوا براسكم.. كلام صحيح…
وبعد كم يوم بنكتب نفس الشيء.. وبتهزوا براسكم.. ٣٠ سنة نكتب ما صدقتوا. جف حبر القلم.
طيب اليوم شو العذر؟
ليش الاحزاب مطمنة إلى هذا الحد؟
اظني بيكفي. بس بقلك اذا ما أخذت قرارك بايدك رح يجي يوم تترحم على اليوم.
برجع بذكرك بسعر الليرة.
سعرها تماما قد سعرك. بكرا الأحد. عادة في تعازي او لقاءات. اوعى ما تنبسط انك سلمت على زعيم او وزير او نائب، وتفتخر قدام اهلك انو شد عأيدك بالسلام.
هل خطر على بالك تسأله قديش في بحسابه وقديش في بحسابك؟
هل بيخطر على بالك تسأله من وين عم يجيب نقدي؟
قديش سعر الليرة؟
غطيني يا صفية. بردان وبدي نام…
ملاحظة: (البعض حيقول هيدا الكلام ما بينقال وقت انتخابات لانو مش شعبي. جوابي انو مش مهم الانتخابات ولا المراكز. وطني بخطر وجودي)
حسن أحمد خليل