.الرئيس نبيه بريمقالات حسن احمد خليل

حسن احمد خليل كتب “احبائي”

احبائي..

لأسباب شخصية جدا، ولأن لنفسي ولعائلتي حق علي لم اوفيهم به بالكامل، اريد ان اعتذر من كل من احببته وأحببني، وصدقت ووفيت معه، وبادلني.
يكفيني دعاء من نفذ بماله.
واستسمح من كل من اكون قد آذيته في كلام او كتابة يوما ما.
ما كنت أتصور ان اكتب يوما ما، لأقول أنني أرغب ان استريح، ولو لفترة، من مهمة عينت نفسي فيها بدون قرار ولا مرسوم.
اردت ان انتصر للحق، وانصر المظلوم. فخذلني الظالم… والمظلوم..
وينتصر الباطل، كالعادة، ضد الحق.
ويظن أهل الباطل أنهم على حق..

ما تقراون أدناه هو اخر ما كتبته منذ فترة عن ماساة لبنان.
أضعه بين ايديكم.
ليس من جديد اكثر من توصيف لواقع أليم، مخزي، معيب..

*وأرجو إعطاء رسالتي لكل من لا يستلم مني.
خسارة الوطن مؤلمة*

العالم كله في مرحلة تاريخية وجودية.
سانضم إلى بلايين البشر الذين يبحثون عن أسرار وعلل وجودهم…

(مقال)
قصة لبنان من آخرها.
انه وطن العار والذل.
يا خسارة دم الشهداء به.

– أما وقد لم يعد من أسرار وخفايا.
ولم يعد من العمر ما يدفع للحرص والحذر،
هذه هي قصة لبنان، الوطن المزيف بتاريخ مزيف، من آخرها.

مثال ان يطالب نواب بدرس قضية ما في المجلس النيابي، وأن يعبروا أن رئيس المجلس النيابي حريص على دوره.
مخزي ان يزأر نواب ما كالاسود، في خطابات عنترية، والحقيقة ان أغلب المجالس تختزل بخمس اشخاص على الأكثر.
يا حضرات النواب. دور المجلس النيابي التشريع والمراقبة والمحاسبة.
لا قيمة لتشريع، مجرد حبر على ورق، مجلسه اول من لا ينفذه.
ولا مراقبة حصلت يوما ما. فالمراقب والمرتكب واحد. وبالتالي، لا محاسبة. لم يتم التعرض لسارق او فاسد واحد.
مجالس نيابية وسياسيين، بعضهم أنجس من النجاسة.
وقضاء، أغلبه أفسد من الفساد نفسه. ونقابات نخرها العفن الرخيص.
ومصارف اطمع من المرابين.
والأسوا صحافة وصحافيين،بعضهم أرخص من الرخص. ضررهم أكبر من كل من ذكروا مجتمعين.

نفاق تاريخي.
مارونية، وسنية وشيعية سياسية مزيفة.
الثلاثة تلبسوا المذاهب للجيوب والكراسي.
اغلب الرؤساء الموارنة تحالفوا مع الشياطين.
وأغلب الرؤساء السنة بدلوا ولاءاتهم، اكثر من قمصانهم.
وأغلب الرؤساء الشيعة قبل الطائف شاركوا الفريقين، وبعد الطائف رئيس واحد حاكم الجميع، وموزع الحصص.

مجالس نيابية وحكومات، من موميات ودمى متحركة، بالرغم من كل الكوارث والتدمير والإفلاس.

هذا البلد وطن مسخ. ولد مشوها ومعوقا. بكل تاريخه لم يكن هناك رئيس ولا حكومة ولا مجلس.
منذ ولادته تحكمه ميليشيات وأحزاب، مدنية… أو مسلحة. ميليشيات متلبسة هويات طائفية مزيفة، يتبعهم أغبياء طوائف.
هكذا الحال منذ أحزاب ال٤٣، وميليشيات حرب ٥٨، وحرب ٧٦، وبعده ميليشيات، وتوزيع مغانم الحرب، كما عند القبائل، في إتفاق الطائف المسخ…

هذا كيان مغتصب يحتاج تغيير نظام وممارسة، من رئاسة وحكومة ومجلس نيابي… وشعب.

سرق لبنان ونهبت دولته، ودمرت، وافلست خزينته. وكذلك حصل لجنى عمر شعبه مقيم ومغترب.

مهووسون بإنتخابات نيابية ورئاسية.
لم يعد الرئيس رئيسا. ومع ذلك يتراكض عشرات المولودين مارونيا.
ورئيس اخر، بات الرئيس الفعلي، يؤمن فعليا ان العصمة لم تنته في الإمام الثاني عشر.
ورئيس ثالث ببيع لمن يشتري. المهم اللقب.
ثلاثة رؤساء في لاجمهورية.
مجموعة مزارع، لكل مزرعة راعيها وماشيتها.
ويستمرون في دعس كل من يقف بطريقهم.
منظر النواب في كل جلسة نيابية مسرحية فكاهية، تثير الإشمئزاز.
شعبهم بعضه مشتت، تائه، جائع، حتى بات يصعد مراكب الموت في البحر.
والبعض الآخر أفسد من زعيمه.
زعماء ونواب يقهقهون ويتسامرون، في الجلسات. يختلفون على الحصص والمراكز فقط، لكن لا يمسون النفس الإلهية الزعاماتية.
ابتدعوا شيطانهم اللبناني، واصبح أغلبهم من عبدة هذا الشيطان. لهم طقوسهم.

لماذا تعب الكلام أمام منظومة لا سابق لها في تاريخ الامم والشعوب، وشعب زاحف أو، إتكالي، أو مستقيل، أو عاجز.

ماذا عن الشعب؟
إنها اللعنة اللبنانية..

لماذا بعض اللبنانيين هكذا؟
لماذا بعض اللبنانيين بشكل عام لا يحبون القوي، ولو جير قوته لمصلحة الجميع.
ولا يحبون الميسور، ولو كان فاعل خير.
ولا يحبون الناجح إلا إذا كان من طائفتهم.

يجهدون لإضعاف القوي، بدل تقوية الضعيف.
ولإفقار الميسور، بدل إغناء الفقير.
ويجب إفشال الناجح.
مجتمع الأغلب فيه ينتقد، على أساس انه هو الصواب، ويمارس أقصى درجات التعصب والتطرف الغبي.
تهميش صورة دم الشهداء والتحرير، ومنع إنجاز الحد الأدنى من الخدمات العامة، أمثلة بسيطة على الكيدية، بدل السعادة الجماعية. المهم منع الإنجاز.

مجتمع تحكمه العنصرية البغيضة، والكراهية المقيتة.
والكل يقرأ ويوافق، ثم يمارس البشاعة.
الكل هنا، نعم الكل، غير بريء من دم هذا الصديق.. لبنان.

لماذا؟
لانه شعب يحب بالمطلق.. ويكره بالمطلق..
ان أحب، جعل من يحب إله. فداه الوديعة والماء والكهرباء.
وإن كره، لعن من يكره كالشيطان، ولو امن له المن والسلوى من الجنة. يحمله مسؤولية كل البلاء.

ااشعور بالوحدة.

في مقلب آخر،
ليس أصعب من الشعور بالخيبة، والشعور أنه لا فرق بين “الحليف”، والخصم على السواء، مهما كانت التبريرات.
لم يعتذر كلاهما يوما ما. الأول عن شروره، والثاني لتغاضيه، أو إهماله التحذيرات. النرجسية تجمع بينهما.

سيسرقون عائدات الغاز، إن وجد، وإن بعدها، سمح بإستخراجه، كما سرقوا جنى العمر، وأمان الناس.

يتحدثون عن نصرة المظلوم.
فقط في لبنان. يجب ان نقتنع أن يكون الظلم منهاج حياة…

“وتلك الأيام نداولها بين الناس”.
تتداول الأيام، وتلمس لماذا مات الأنبياء والائمة والفلاسفة قهرا…

ليس أعلى من صوت الصمت.
وصوت من يعرف، ويصمت… والناس كلها تعرف..

حسن أحمد خليل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى