
لم يعد السكوت خيارا. بل جريمة
هل انا مسلم ام مسيحي؟
سني او شيعي؟
من يشكو من الحرمان والقمع التاريخي، لا يقمع.
ومن يسرد قصص فظائع الإقطاع، لا بتصرف كإقطاعي مستبد..
إيماني لا تقرره فتوى،
وديني لا يقرره سجل قيد..
ما يحصل هذه الايام قد يقضي نهائيا على لبنان الذي عرفناه، وناضلنا ليعرفه اولادنا.
ولأن كنس الأوساخ وتخبئتها، وخيار التسوية مع الأشرار دوما، بحجة درء الأخطار برهن وكأنه تخبئة الأوساخ، لا التخلص منها.
ولأنه على مدى ٣٠ عاما، تبرهن أن خيار الأولوية يجب ان يكون أولويات.
ولأن الإنكار والمكابرة، أصبحت جاثمة بوضوح..
انا المواطن حسن احمد خليل، المولود مسلما شيعيا، حسب التصنيف المذهبي المقيت، المفروض علي من دولة جائرة فاشلة، اعلن انه لا يكتمل اسلامي، وأنا السني على سنة الله ورسوله، وانا الشيعي على سنة الله ورسوله وأهل بيته، إن لم أكن مسيحيا ايضا، اؤمن بالسيد المسيح ووالدته مريم البتول.
لذلك ساتصدى بما اوتيت من عقل وفكر وجهد وقوة، كي لا يحاصر التمثيل المسيحي في وطني، من قبل متلبسي دين مسلمين… وللاسف مسيحيين ايضا، من اجل إشباع نفوسهم التي لا تشبع، في السلطة.
وكأن الكل متفق، والبعض متآمر على نشر الجهل.
حتى مفاهبم الظلم ونصرة المظلوم ومناهضة الظالم، او التعايش معه، أصبحت مطاطة، وعلى القياس الإستنسابي..
هدرت أموال المسلمين والمسيحيين، مقيمين ومغتربين. ونهبوا..
لم يتحضروا لملف الغاز “المنقذ”. وتفاجئوا. ووقعوا بما تيسر.. ويراهنوا..
وكذلك في كل انتخابات، لا يتحضروا للرئيس المطلوب. ويتخبطوا.
وكأن الهدف لادولة.. وكأن الهدف أن يؤتى برئيس مطواع، للإكمال على ما تبقى من الدولة، ويتحكم بها ثلاثي سني شيعي درزي بمساهمة دائمة لمكونات مسيحية..
يخرج السنب، ضمن النظام الطائفي المسخ، ويذكر ب”ممنوع” المس بالطائف الذي رسخ نفوذ السنة في السلطة التنفيذية.
ومن الكبائر والمحرمات على شيعي او غيره، حتى مجرد التفكير بمنافسة او مساءلة الزعامة الشيعية في السلطة التشريعية، التي أصبحت الرئاسة الفعلية للبلاد.
وكذلك الدرزية…
لكن عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين، يجتمع الجميع،، ويحاضر هذا او ذاك، عن الدستور والديقراطية والنظام البرلماني، وتتدخل دول كبرى وصغرى.
والمؤسف المحزن، أنه وفي كل مرحلة، تتآمر فئات مسيحية أيضا على بعضها، لتنحر مجتمعها مجددا، حتى بات من مثلنا حريصون عليهم اكثر من بعضهم، الذين تاسرهم لنرجسيهم..
الدعوة للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان، ليست من باب لاهوتي إيماني ديني، بل لأن المسيحيين من حيث لا يدرون، وعكس ما يعتقد بعضهم، تحرروا من التأثير الديني في حياتهم المدنية اليومية.
لذلك أهميتهم ان يبقى المدنيون امثالنا، وإياهم سوية
حسن أحمد خليل




