
اين يا ربي انبياءك؟
الى كل من استنكر كلام القذارة والحقارة والطائفية، الذي قاله مواطن من طرابلس، الى رجال قوى الامن الداخلي.
قسما بالله الخالق العظيم، وبعد تجارب مع اللبنانيين طوال سنوات العمر في لبنان والاغتراب، ان كل منا فيه جزء من حقارة هذا الرجل، ولو لم يستعمل نفس الكلمات.
اقسم يا ربي امامك، انه لولا ايماني العميق بهذه القوة الجبارة، التي لا يدركها العقل ولا النظر، لكان اللبنانيون نجحوا في اكراهي بالاديان والطوائف والمذاهب..
ما هذا؟
الاغلبية ترى نفسها “مختلفة” “Different”, عن الآخرين، وانهم “النخبة” Elite, ويشكون من “العامة”.
والجميع بات يحتقر الدولة ورجل الامن والقاضي.
لماذا؟
ولماذا سقطت الدولة، وبات يدوس على رأسها الصغير والكبير، وصاحب الشأن، ومن هو بلا شأن؟
لان كل فرد منا، في عقله الباطني يشعر انه زعيم في حماية زعيم.
وانه من هذا المذهب، ينتمي الى “قطيع” اهله من نفس المذهب، في حماية المرجعية الدينية ومطارنة ومشايخ المذهب.
والكل مستعد ان يحمل سلاحا، او يطالب بالتقسيم ان تطاول احد ما على زعامته او طائفته، لكنه يغتصب الدولة.
الكهرباء طائفية، وكذلك تصنيف عمال المرفأ وضحايا انفجاره.
حريق الغابات طائفي، وكذلك جمعيات امراض السرطان.
بينما كل لبناني طائفي غبي جاهل، هو السرطان بحد ذاته. كل فكرة في عقله سرطان.
حتى في الاغتراب، هذا يؤمن ان مجد لبنان لطائفة.
وذاك هو العاقل ذو الامتداد العربي او العجمي بكم دينار او ريال او درهم.
وهذا اختزل الدنيا والآخرة بولاية من هنا او هناك.
كلنا مجرمون حقيرون، احقر من هذا الرجل الذي اهان رجال الدرك.
لم يستنكر البعض كلامه لانه اهانة للدولة. بل لأنه إهانة للبطريركية، وصادر من “سني طرابلسي”.
وهذا يصرخ بصوت عال: “الشيعة لا يدفعون الكهرياء”.
وذاك يقول في احتفال في الاغتراب:
فلنعترف. عندما كانوا الموارنة هم طائفة السلطة الأقوى، كان لبنان مزدهرا. بينما افلس بعد ان استلمه “السنة”، ثم بعد ان استقوى “الشيعي والدرزي”.
والشيعة،وما ادراك ما الشيعة. حدث ولا حرج. حرروا الارض، واسروا الانسان.
هذا هو الفكر السائد، حتى نخبويا، بالرغم من كل الحروب والماسي في لبنان، والتطور العالمي في كل أرجاء المعمورة.
اللبنانيون مجرمون ومغتصبون.
اغتصبوا هذه الطفلة الدولة قبل ان تبلغ المحيض. واكملوا عليها حتى اصبحت عجوز، وهي فتية في عمر الدول.
وكل اللبنانيين يتبرأون من الجرم، ويلقونه على “الآخرين”.
يا ربي لي رجاء خاصا قد يصل الى حد تكفيري.
لا تختم انبياءك بمحمد.
نحن بحاجة لنبي جديد يخلصنا من “الانبياء” المزورين.
نحن بحاجة لابرهيم وموسى وعيسى ومحمد آخرين.
الا ترى يا ربي نفاق من خلقت في هذه القطعة الجغرافية التي ذكرت في كتبك، ويدعون ان ارزها، هو ارز الرب. اي ارز وأي رب هذا الذي نخروا راسنا به، والكل يكره الكل؟
هل صحيح يا ربي انك رجحت في خلقك الكراهية على المحبة؟
هل فعلا انت من جعل دوما الشر اقوى من الخير؟
كفى يا ربي. تعبنا..
اين انبياءك؟
حسن أحمد خليل




